عمود الطاعون (بستسول) فيينا
عمود الطاعون في فيينا (Pestsäule) هو نصب تذكاري بارز يقع في قلب المدينة، ويعد واحدًا من أهم المعالم التاريخية في العاصمة النمساوية. تم بناء العمود كتعهد للشكر من الإمبراطور ليوبولد الأول بعد نهاية تفشي الطاعون الذي ضرب المدينة في القرن السابع عشر. يعكس هذا المعلم القوة الروحية والفنية لعصر الباروك، وهو اليوم رمز للقدرة على الصمود والتعافي.
خلفية تاريخية
في عام 1679، اجتاح الطاعون مدينة فيينا، مخلفًا وراءه الآلاف من الضحايا. في ذروة الوباء، تعهد الإمبراطور ليوبولد الأول ببناء نصب تذكاري إذا نجت المدينة من الوباء. وبعد انحسار الطاعون، بدأ بناء عمود الطاعون عام 1683، واستغرق إكماله عدة سنوات.
تصميم العمود
- الموقع: يقع العمود في شارع غرابن في فيينا Graben، وهو واحد من أشهر شوارع التسوق في وسط فيينا.
- الطراز المعماري: ينتمي تصميم العمود إلى أسلوب الباروك الغني بالتفاصيل والرمزية الدينية.
- مكونات العمود:
- القاعدة: تضم تماثيل للقديسين الذين ارتبطت أسماؤهم بالتخلص من الطاعون.
- الأعمدة: تصاعدت هذه الأعمدة بتماثيل للملائكة والقديسين.
- التمثال العلوي: يمثل الثالوث المقدس، وهو يعتبر الجزء الأكثر روعة في النصب.
اقرأ ايضاً
رمزية النصب
يُعبر عمود الطاعون عن الامتنان الإلهي والخلاص من الكارثة. كما يجسد النصب قدرة المدينة على التعافي والتوحد في وجه الأزمات. بالإضافة إلى ذلك، يعكس التصميم الباروك للعمود التزام الفن الديني في تلك الفترة بتعزيز الإيمان من خلال الفن الرائع والرمزية الغنية.
أهمية عمود الطاعون اليوم
- معلم سياحي: يعتبر عمود الطاعون نقطة جذب رئيسية للسياح الذين يزورون فيينا، حيث يمثل جزءًا من الجولة التاريخية في وسط المدينة.
- رمز تاريخي: يذكر النصب الزوار بالأحداث التاريخية التي شكلت مسار فيينا وجعلتها المدينة القوية التي هي عليها اليوم.
- موقع ثقافي: يعد العمود مكانًا للتأمل والاحتفال بالفن والتاريخ والدين، ويعكس التقاليد الثقافية التي تشتهر بها فيينا.
يظل عمود الطاعون في فيينا شاهدًا حيًا على تاريخ المدينة وتحدياتها وانتصاراتها. بفضل تصميمه الفني المميز ورمزيته العميقة، يعد هذا النصب واحدًا من أهم المعالم التاريخية والثقافية التي يجب على كل زائر إلى فيينا أن يستكشفها ويقدرها.